[rtl]الله هو الصَّبور..[/rtl]
محمد شلبي محمد
معظمُ النَّاسِ لا يصبرون على الأذَى..
وقليلٌ منهم مَن يصبر على مَن يُؤذيه..
فلا يُبادر بالرَّدِّ ولا الانتقامِ..
ويُحاول أن يُجْبِرَ نفسَه على أن تنسَى وتُسامحَ..
لكنَّ قليلاً جدًّا مِنَ الناس مَنْ يجدُ نفسَه سريعةَ العفوِ.. سريعةَ النِّسيان..
لكنَّه حِينَ يتكرَّرُ الأذى.. ويتكرَّر..
يصعبُ جدًّا أنْ يحملَ نفسَه على النِّسيانِ.. والعفوِ والغُفرانِ..
أمَّا هؤلاء الذين يتكرَّر عليهم الأذى بعد الأذى فلا تتحرَّك نفوسُهم للانتقامِ..
ولا يُشغلون أنفسَهم أبدًا بالرَّدِّ..
هذا النَّوعُ مِن الناس يكاد لا يوجد بيننا الآن..
لأنَّه من العسيرِ على النَّفس أن تتحمَّلَ الأذَى أكثرَ من مرَّةٍ..
خاصَّةً لو كان مِنَ الشَّخصِ نفسِه..
هل تعلم بُنَيَّ الحبيبُ؟..
ليس هناك أحدٌ أَصْبَرُ على الأذى مِنَ اللهِ تعالى..
قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: " لا أحدَ أصبرُ على أذىً يسمعُه من الله عزَّ وجلَّ؛ إنَّه يُشرَك به ويُجعَل له الولدُ ثمَّ هو يُعافيهم ويرزقُهم"..
فكثيرٌ من النَّاس يُشركون بالله تعالى.. ورُغم ذلك يَرزقهم ويُعطيهم من المال والصِّحَّةِ.. وسائرُ النِّعَمِ..
وكثيرٌ منهم يجحدون نعمتَه عليهم..
هو الذي يرزقُ ويَشكُرون غيره..
وقد يشتكي أحدُهم من حالِه.. ويقول: أنا ذو حظ سيِّئٍ..
يشتكي قدرَ الله تعالى ويسخطُ عليه..
ولو جلس يُعَدِّدُ نِعَمَ اللهِ تعالى عليه فلن يستطيعَ عدَّها..
واللهُ تعالى يسمعُ ذلكَ
ويرى ذلك..
ويصبرُ على هؤلاءِ جميعًا..
لا يُعاقبهم.. ولا يسلبهم..
**************
بُنيَّ الحبيب..
قد تقول: هذا كلامٌ جميلٌ.. ولكنْ..
ولكنَّ هناك كثيرًا من الناس، من الأُمَمِ والأفراد يُعاقبهم اللهُ تعالى.. فهؤلاء قومُ نُوحٍ وعادٍ وثمودَ والذين مِن بعدهم.. أهلكُهم اللهُ تعالى بذنوبِهم.. فلماذا لم يصبرْ عليهم؟..
وأقول لك بنيَّ الحبيب..
إنَّ اللهَ تعالى من عجيبِ فعلِه أنَّه يصبرُ على الأذى الذي يقصد به الضَّالُّونَ والكافرون ذاتَه المقدَّسةَ..
وبالطَّبعِ تعلمُ أنَّ اللهَ تعالى لا يَصِلُه هذا الأذى.. ولا يضرُّه..
ولكنَّه لا يُسامح في الأذى الذي يتوجَّه به الضَّالُّون والظَّالمون للناس..
فينتقمُ مِمَّنْ يظلم الناس ويُؤذي الناس..
ومِن هؤلاء الأمَمِ السَّابقةِ.. التي قد عرفتَ قصصَهم في القرآنِ.